القوارض Rodents
القوارض هي أخطر الحيوانات الثديية التي تحيق ببيئة الانسان حيث أثرت نتيجة الأمراض التي تنقلها في توزيع وكثافة المجتمعات البشرية على سطح الكرة الأرضية. فمع ويلات الحروب وتأثيرها على تطور الحضارة البشرية فلقد سببت القوارض القضاء على أعداد من البشر تفوق ما أودت به كل الحروب على مر العصور. وهناك أكثر من 35مرضا خطيرا تنقلها القوارض للانسان سواء كان هذا النقل مباشرا كما في تلوث الأغذية بجسم وبول و براز القارض أو غير مباشر عن طريق طفيليات القوارض. ومن الأمراض التي تنقلها القوارض وباء الطاعون وحمى التيفوس المتوطن وحمى الفيلز والتسمم الغذائي (تنقل القوارض ما يقارب 600 شكل من السالمونيلا) بالاضافة لأنواع عديدة من الديدان المعوية والأمراض الفيروسية الخطيرة مثل فيروس التهاب السحايا والمشيمه الخلوي وفيروز شلل الأطفال كما تم عزل فيروس مشابه لفيروس الكلب من بعض أنواع القوارض الا أنه لم يثبت حتى الآن نقلها لمرض الكلب
كما تسبب القوارض أضرارا اقتصادية مدمرة للبيئة التي يعيش فيها الانسان ترتبط بسلوكها الغذائي في القرض والحفر حيث تلحق الأضراربالمابني والمنشأت والأسلاك الكهربائية وبكل ممتلكات الانسان، كما تسبب خسارهائلة في المواد الغذائية وتشير الإحصائيات الى أن القوارض تفسد
بالمباني والمنشآت والأسلاك الك خسائر هائلة في المواد الغذائية وتش سنويا مايكفي التغذية 130 مليون انسان
مشتمل رتبة القوارض Rodentia على عدد كبير من الفصائل أهمها وأكثرها شيوعا فصيلة الميورداي Muridae و منها الفئران والجرذان على اختلاف أنواعها. ويمكن تقسيم القوارض حسب اتصالها بالانسان الى قوارض مشاركة (لايتعدي نطاق موطنها المنزل أو مكان إقامة الانسان ومن أمثلتها الفأر المنزلي وأبو الشوك القاهرى) وقوارض شبه مشاركة (أما أنها تعيش داخل المسكن وتخرج منه للحصول على الغذاء أو أنها تعيش في جحور وأنفاق خارج المنزل وتدخل اليه للتغذية ومن أمثلتها الجرذان النرويجي والمتسلق) .
يبين أهم الأنواع المشاركة وشبه المشاركة السائدة في المنطقة العربية وأكثر تلك الأنواع انتشارا هي الجرذ النرويجي والجرذ المتسلق والفأر المنزلي. ويمكن تمييز الجرذ النرويجي عن الجرذ المتسلق بمقدمة الفم المندمجة وسعة الأذن الصغيرة وأن طول الذيل أقصر من طول الرأس والجسم معا. ويمتاز الفأر المنزلي بحجمة الصغير وفروة الناعم، ويمكن تمييز الجرذ الصغير عن الفأر المنزلي البالغ بملاحظة التباين في الصفات الجسمية حيث يمتلك الجرذ الصغير أقداما كبيرة خاصة الخلفية والفرو ذو زغب نسبي، كما أن اغلب الجرذان الصغيرة لاتترك أعشاشها أو جحورها حتى تبلغ أكثر من معدل حجم الفأر المنزلي .
الجرذ النرويجي.
دورة حياة القوارض عادة عن 1-1,5 سنة في الظروف الطبيعية والاناث أطول عمرا من الذكور. تبلغ فترة النضج ال جي حوالي 75 يوما تبعا للظروف البيئية المحيطة بها. تتراوح فترة24-22، يوما، وتضع الأنثى ما بين 7-10 بطون خلال فترة حياتها. ويصل متوسط ماتضعه الأنثى الواحدة الى 28 جرذا في السنة. يميل الجرذ النرويجي للمعيشة الجماعية ويعيش في مجموعة من الأسر الصغيرة أو الجماعات الكبيرة .
الجرد المتسلق
يتخذ الجرذ المتسلق عادة عدة زوجات على درجة كبيرة من الخصوبة، ويبلغ عدد الأجنة التي تضعها الأنثى في المرة الواحدة من 4 – 12 جنينا. وتصل الى النضج الجنسي بعد 68 يوما، وتبلغ فترة الحمل من 20 – 22 يوما. تضع الأنثى مابین 6 – 8 بطون خلال فترة حياتها، ويصل عدد الأجنة في المتوسط إلى ۲۲ جرذا سنويا للأنثى الواحدة.
الفأر المنزلي.
يمتاز بسرعة التكاثر حيث تنجب الأنثى 44 فأرا في السنة. تبلغ فترة النضج الجنسي للأنثى حوالي 42 يوما وفترة الحمل من 19 – 21يوما. تضع الأنثى ما بين 4 – 8 بطون خلال فترة حياتها . ويصل عدد الأجنة في المرة الواحدة من 4 – 12 جنينا وقد تصل الى 20 جنينا في حالات نادرة، معدل التكاثر السنوى يرتفع الى 44 فأرا للأنثى الواحدة .
أنثي القوارض المشاركة تصبح على استعداد للتزاوج بعد 1 – 2يوم من الولادة ويتم الاخصاب بعد حوالى ساعتين من التزاوج. ويمكن للقارض الاعتماد على نفسه بعد 3 أسابيع من ولادته. تعيش الجرذان حوالي 3 سنوات والفئران من 1,5- 2 سنة.

مكافحة القوارض :
من العوامل الهامة قبل اجراء عمليات المكافحة والتحصين ضد القوارض الالمام بالصفات الحيوية والسلوكية للقوارض لوضع العوامل المضادة لتلك الصفات وكبح قدرات القوارض المعيشية والبيئية. القرض :
ترجع تسمية القوارض الى قدرتها الفائقة على القرض الذي تحدثه بواسطة القواطع والأضراس الداخلية. القواطع عديمة الجذور تواصل نموها مدى حياة الحيوان، وللتخلص من هذا النمو المستمر يلجأ القارض لقرض أي شيء يصادفه حتى أثناء التغذية العادية حيث يقرض عشرة أمثال ما يأكله فعلا، كما يقوم بحفر جحوره بأحجام أكبر مما هو مطلوب کوسيلة لشحذ أو تقصير أسنانه. ويمكن للقوارض قرض أي مادة أقل صلابة من مادة ميناء أسنانها مثل الخشب والمواد الورقية والقماش وأنابيب الرصاص والاسبستوس وصفائح الألمنيوم وعادة يمكن للقوارض قرض المواد السابقة حتى قطر ۲۲ مل . الحفر:
من أهم المظاهر السلوكية لدى الجرذان ومن النادر أن تقوم الفئران بحفر جحور لها. وتمتد الانفاق التي تحفرها الجرذان الى عدة أمتار طوليه الا أن العمق الرأسي لايزيد عن 10 سم ويمكن للجرذ أن يحمل في فمه حجارة تزن . 19 جرام. التسلق :
تمتاز القوارض بقدرتها العالية على التسلق، ومع أن الجرذ النرويجي يميل اللمعيشة قرب سطح الأرض وفي المجاري الا أن بامكانه التسلق الجيد اذا ما أراد ذلك، بامكان الجرذان والفئران تسلق الجدران العموديه بسهولة اذا كان سطحها خشنا بدرجة بسيطة و لارتفاعات تصل الى عدة أمتار تبعا لنوع الحوائط. تستطيع القوارض السير على الأسلاك وحفظ توازنها باستخدام كلابات الاقدام والذيل.
بامكان القوارض القفز الى ارتفاعات رأسية بطول الجدران العمودية، وتصل الى حوالي متر كامل، الجرذ المتسلق يعتبر أفضل الأنواع في قدرته على القفز
للفأر المنزلي القفز أكثر من 10 سم الى أعلى وتغطية مسافة أفقية تصل ال ۲ متر، ويستطيع القارض القفز من ارتفاع 15 متر دون أن يلحق به ضرر السباحة:
القوارض ماهرة السباحة بفطرتها ويعتبر الجرذ النرويجي أفضل الأنواع في السباحة لغالبية معيشته في بيئة مائية في المستنقعات والمجاري. ويمكن للقوارض أن تنتقل خلال مواسير المجاري ضد تيار المياه. يستطيع الجرذ السباحة حتى 72 ساعة متصلة وبسرعة 1, 4 كم في الساعة. كما يمكن للقوارض السيطرة على نظام تنفسها والسباحة تحت الماء لمدة تصل الى 30 ثانية وبذا تستطيع دخول المنازل عبر مواسير المراحيض والبلاعات . التغذية
: تمتلك القوارض المشاركة وشبه المشاركة تكيفا واسعا جدا للمصادر الغذائية. وتسبب الاختلافات في القيمة الغذائية للغذاء المتوفر اختلافات متباينة في حجوم القوارض. يستهلك القارض حوالی 10٪ من وزنه يوميا وقد وجد أن معدل طعام الجرذ البالغ يصل حوالي 40 جرام يوميا كما أنه يحتاج الى 3 سم من الماء في اليوم عند التغذية على مواد جافة. يحتاج الفأر الى كمية من الغذاء تصل الى 3 جرام ويشرب 3 سم من الماء يوميا ويمكن للفأر البقاء دون ماء الفترة اشهر حيث يستعيض عنه بالمحتوى المائي للمواد الغذائية
انعدام الماء تماما عامل مميت للقوارض
تبدأ القوارض في البحث عن الغذاء عادة بعد قليل من غروب الشمس وتستمر حتى منتصف الليل الا أن الفئران تخرج أحيانا خلال النهار وللفأر فترة نشاط منخفضة نسبيا تبدأ من منتصف الليل وحتى الفجر. وتميل القوارض عموما الى التغذية تحت غطاء امعانا في حماية نفسها. يثابر الجرذ على التغذية من مكان واحد بينما يفضل الفأر الحصول على الوجبة الواحدة من عدة أماكن حيث ياخذ قضمه من هنا وقضمه من هناك
يمتاز الجرذ النرويجي عادة بالحذر والريبة ويميل لتجنب أي شيء جديد مقابله وتعرف هذه الظاهرة باسم رد الفعل للشيء الجديد، ولايقوم بالتغذية رية على أي غذاء يصادفة قبل مرور من 3 – 5 أيام على وجوده. الجرذ المتسلق
شده في الحذر من الجديد من الجرذ النرويجي. أما الفأر المنزلي فانه يميل بطبيعته لمحاولة اكتشاف الجديد وبالتالي التغذية بحرية كاملة

1- التحصين ضد غزو القوارض :
التحصين هو وسيلة وقائية تهدف لمنع دخول القوارض الى المنازل والمبائی والمزارع للتغذية أو الايواء. ويشمل تحصين المنازل ضد غزو القوارض على مایلی – اجراءات تصحيح البيئة: تعنى ادارة وصيانة البيئة والموجودات المنزلية على نحو نظامی و التخلص من المخلفات بصورة صحيحة وبانتظام تام، ويمكن توضیح تلك الإجراءات في عمليات التنظيف والتخلص من النفايات ثم التخزين السليم بالكيفية التي تتيح عدم وجود أماكن لايواء
القوارض وسهولة التفتيش والملاحظة خلالها . ب – اجراءات هندسية : تتضمن كافة الاجراءات والطرق التي تتيح منع القوارض من دخول المنازل أو المعيشة في كنفها وحرمانها من عوامل البيئة الملائمة لها. ويجب أن نضع في الاعتبار أن الجرذان يمكنها النفاذ خلال الفتحات التي تزيد أقطارها عن 1,3سم بينما الفئران يمكنها النفاذ خلال الفتحات التي تزيد أقطارها من ۹, سم. تبني اجراءات التحصين على تصور كامل للمنزل ووضع احتمالات غزو القوارض له انطلاقا من المعلومات التي ذكرت حول الخصائص الحيوية والسلوكية للقوارض. ومن أهم اجراءات التحصين الهندسية مايلي : – أ- ألا يقل عمق أساس الأسوار والجدران عن .6 سم من سطح الأرض ويفضل
أن يكون على هيئة حرف (L)
2- احكام غلق جميع الشقوق والفتحات التي تتكون بالأسوار والحوائط .
3 – يجب ألا يقل ارتفاع فتحات النوافذ عن متر واحد من سطح الأرض .
4 – بیاض الحوائط والأسوار الخارجية ببياض أملس وناعم لارتفاع لايقل عن متر واحد من سطح الأرض.
5 – عمل الأرضيات من مواد صلبة وسميكة ووضع طبقة عازلة لمنع تسرب المياه في أرضية الحمامات وتكوين فراغات أسفلها.
6- تغطية النوافذ والفتحات بالشبك المعدني المقاوم لقرض القوارض ويلزم ألا تزيد فتحاته عن آر. سم.
7- يمكن تحصين الأبواب عن القسم السفلي منها بتثبيت صفائح من الحديد المجلفن قياس ۲۲ من الجهة الخارجية بارتفاع 15 سم
– احكام وضع التوصيلات الداخلية والخارجية لنظام الصرف الصحي وتغطية الفتحات الخارجية بأغطية متينة. ويجب تغطية فتحات المراحيض والبالوعات لمنع دخول القوارض الى المنزل. – استعمال مواد بناء جدة ومطابقة للمواصفات البناء القياسية لمنع التدهور السريع للمباني وسهولة اصابتها بالقوارض حيث أن بامكان القوارض قرض الأسمنت غير المتصلب والنفاذ من خلاله .
۲ – المكافحة
الميكانيكية :
1 – المصائد : أفضل طرق التخلص من القوارض في حالة الاصابة الفرديةأو المنخفضة وتوجد أنواع عديدة من مصائد القوارض (سبق ذكرها في الباب الأول ).
2 – القتل اليدوي : وذلك بتحطيم وهدم جحور وأنفاق القوارض ومطاردة وقتل القوارض بالعصى
3 – سد جحور القوارض الموجودة قرب الحوائط و أسوار المنازل.
4 – غمر الجحور الموجودة في الحدائق المنزلية بالماء . – استخدام أجهزة فوق صوتية (التراسونيك تطلق موجات صوتية عالية التردد (لايسمعها الانسان وتلاقي استجابة حسية لدى القوارض). يسبب استمرار اطلاق تلك الموجات ازعاج وقلق كبيرين للقوارض مما يدفعها الهجرة المكان وقد يصل تأثيرها الى قتل الأفراد الصغيرة. الا أن تأثير تلك
الأجهزة يكون واضحا فقط في اليوم الأول والثاني من استخدامها ثم تبدأ القوارض في اليوم الثالث في التعود على سماع الموجات فوق الصوتية
وتعود الكثافة العددية الى ما كانت عليه ، المكافح استخدام الطعوم الجاذبة المحتوية على مبيد حاد سريع المفعول مثل طعومة.
الكيميائية : فوسفيد الزنك (۱ – ۱٫٪) – صوديم فلورواسيتيت (20%) – نوربروماید (71%). ويجب أن تكون المواد الغذائية الحاملة محببة للقوارض مثل اللحوم المحفوظة والأسماك وجريش الذرة والخضروات والفواكه، ولابد من وضع عوم كاذبة (خالية من المبيد) لمدة 3-5 أيام قبل الخلط مع المبيد للقضاء
ب ظاهرة الحذر من الطعوم. المبيدات السريعة المفعول عالية السمية لذا يجب الحرص الكامل عند استخدامها.
5- استخدام المبيدات بطيئة المفعول المانعة لتخثر الدم التي تسبب موتالقارض بعد عدة أيام من تناولة لها عن طريق تدخلها في عملية تجلط الدم الطبيعية للقارض. تمتاز المبيدات بطيئة المفعول عن المبيدات السرية المفعول بأن القارض لاينفر من الطعوم المحتوية عليها كما أنها متخصصة ضد القوارض وبالتالي مأمونة الاستخدام على الانسان والحيوانات المنزلية الأخرى ولاتتطلب استعمال طعوم كاذبة قبلها ويمكن علاج حالات تناول الطعوم المحتوية تلك المبيدات بسهولة باستخدام حقن فيتامين K.
تستخدم المبيدات بطيئة المفعول اما على هيئة طعوم جافة أو مائية أو مساحيق تعفير أو قوالب شمعية لتلائم الأغراض المختلفة للاستخدام. ويجب مراعاة مايلي: أ- وضع المبيدات المحملة على حبوب داخل محطات مناسبة (عبارة عن صناديق
أو أوعية صغيرة الحجم لها فتحتى دخول وخروج للقوارض) أو وضعها في الأركان وبجوار الحوائط مع تغطيتها بأي شيء يسمح للقارض بالتغذية
المستترة. ب – المبيدات المائية يفضل استعمالها في غرف التخزين عند قلة المحتوى المائي
للمواد الغذائية . ج – مساحيق التعفير عبارة عن مستحضرات جافة للمبيدات يتم زرها في
أماكن سير القوارض أو في الجحور حيث تلتصق بأقدام وأجسام القوارض وعندما تنظف أجسامها بلعقها يدخل المسحوق السام الى أمعائها ويحدث
تأثيره . د- القوالب الشمعية عبارة عن مستحضرات يضاف اليها غالبا شمع البرافين
للمحافظة على تواجد المبيد في غرف التفتيش والصرف الصحي كما يمكن
تعليقها على أشجار الفاكهة لمكافحة الجرذ المتسلق. وأهم المبيدات البطيئة المفعول مایلی : ا- متعددة الجرعة (مبيدات الجيل الأول) ويلزم تناول عدة جرعات منها حتى
تحدث تأثيرها المميت. ومن المبيدات التابعة لها الوارفارين (25,%) – الكوماتترالیل (3, – 7 , %) الكلوروفاسينون (5.., – ۱,,) ٢- وحيدة الجرعة (مبيدات الجيل الثانی)، تكفي جرعة واحدة منها الأحداث الموت
بعد عدة أيام ويتبعها مبيدات البرودايفاكوم (1.., – ۱,,) – البروماديالون (5.., – ٪۰۱) – الديفناكوم (2005-01%) – الفلوكامفين ( 3,0-1000% )
مع ملاحظة أن الفأر المنزلي يكافح بالتركيزات الأعلى الغازات السامة من طرق المكافحة التي لا يسمح لغير المتخصصين للقيام بها. أهم المركبات المستعملة في التدخين سيانيد الكالسيوم – كبرتيد الكربون – بروميد الميثيل – فوسفيد الألمنيوم (الفوستوكسين) أو فوسفيد
الماغنسيوم